جَكَرْ | رقيّة اللولو

من أعمال معرض "جَكَرْ"

 

"جَكَرْ" كلمة عامّيّة كثر استخدامها في الآونة الأخيرة في قطاع غزّة، وقد أُطلقت على شارع جديد يقع على الحدود الشرقيّة الفاصلة بين قطاع غزّة والأراضي المحتلّة عام 1948، ويعتبر الشارع مسرحًا لمواقف دراميّة كثيرة منذ نهاية آذار 2018 حتّى الآن.

 

شخصيّات على الحدود

تركّز رقيّة في لوحاتها، باستخدام الخطّ واللون، على الشخصيّات الموجودة على الحدود، واستحداث أساليب وأدوات سلميّة جديدة لإحياء ضمير العالم، والمطالبة بإزالة السلك الفاصل بين غزّة والبلاد، والعودة إلى فلسطين الكاملة.

تعيش رقيّة قرب الحدود الشرقيّة الّتي تقع عليها، فتكون شاهدة على الأحداث من الصباح إلى وقت انتهائها، وتراقب سيّارات الإسعاف، وحركة الدخان المتصاعد، والنيران المتأجّجة، فأرادت تحويل هذه المشاهد البصريّة إلى لوحات تحاكي اللحظة الحاضرة وتوثّقها بلوحات ملوّنة.

كلمة جَكَرْ تعني الإلحاح والإصرار على الشيء، عنادًا، وهي الاسم الّذي أُطلق على الشارع المؤدّي إلى مواقع المواجهات ومسرح مسيرات العودة الّتي أعادت صورة المقاومة الشعبيّة وأساليبها المبتكرة إلى واجهة الإعلام العالميّ، وباتت جزءًا لا يتجزّأ من أدوات المقاومة وإبداعاتها.

 

عنفوان الثورة

كتب محمّد الحواجري في مداخلته عن المعرض: "ترصد رقيّة اللولو تلك الحياة بحذافيرها، وترسم لنا أعمالًا فنّيّة بأسلوب تعبيريّ تأثيريّ، وهي تنقل لنا محدثات الأمور من واقع ساحات الاحتجاجات الشعبيّة إلى سطح اللوحة البيضاء، لتشتبك خطوطها مع ألوانها، وترسم واقعًا يحاكي واقع الثورة وحركاتها وعنفوانها؛ فمع اللمسات لفرشاة رقيّة الجريئة المغموسة بعمق المشاعر والأحاسيس الّتي عبّرت بها عن تاريخ مهمّ من المشهد السياسيّ الجديد، من واقع قطاع غزّة، تركّز رقيّة، هنا، على أبطال هذا المشهد، وهم يبتكرون أساليب المقاومة؛ فنجد لوحاتها تنقسم إلى مجموعات كما هي الحال في الواقع؛ أبطالها مجموعة الكاوتشوك، ومجموعة الطائرات الورقيّة، والبالونات الحراريّة، كلّ هذه المسمّيات حقيقيّة، ابتدعتها المقاومة، وأطلق عليها الناس هذه المسمّيات هنا في غزّة".

ويضيف: "رقيّة أضافت إلى هذا المشهد مشاعر انتماء، فقامت ببناء وإنجاز مشروع ومعرض ’جَكَرْ‘، وهو فعلًا فعل جَكَر منها وإلحاح؛ فهي تجاكر في هذه الأعمال الفنّيّة الّتي أصبحت تغيب عن المشهد الفنّيّ بسبب الانشغال بأسئلة أخرى، لها سمات أكثر كونيّة، والابتعاد عن التعبير عن القضايا المحلّيّة الّتي توصف أحيانًا بالمملّة، بسبب إملاءات العولمة، فلوحات رقيّة اليوم جزء من مقاومتها".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

رقية اللولو

 

فنّانة تشكيليّة من غزّة، تحمل شهادة البكالوريوس في التصوير من "جامعة النجاح الوطنيّة" في نابلس، وماجستير في التصوير من "جامعة حلوان" في القاهرة. تعمل منذ عام 1999 في وزارة التربية والتعليم العالي، كما عملت بشكل جزئيّ في "كلّيّة الفنون الجميلة" في "جامعة الأقصى"، و"جامعة القدس المفتوحة" في غزّة. أقامت معرضها الفرديّ الأوّل، بعنوان "تحت السماء" في "جاليري التقاء"، عام 2010، والمعرض الفرديّ الثاني "شغف" في "محترف شبابيك" عام 2016.